تفاصيل حياة "زكى رستم" "وسليمان نجيب " ابناء الباشاوات وراهبان السينما المصرية | بوابة اليوم
فى حوار لها بجريدة الاهرام تروى "ليلى رستم" مذيعة التلفزيون المصرى فى الستينات تفاصيل حياة عمها باشا السينما المصرية " زكى رستم"
عمي زكي كان الفن متأصلا جواه. راكبه عفريت اسمه الفن. غلبت والدته تؤنبه وأقسم والده يحبسه في البلد يطلع فلاح يشوف الأرض. بعد وفاة الأب دوغري التحق عمي بفرقة جورج أبيض فطردته جدتي من السرايا لأنه مثل سيئ لأخواته بعدما خيرته بين سكة الفن والحقوق فاختار المسرح لتصاب بالشلل حتي وفاتها, ولما يئست منه خافت علي ابنها الصغير والدي عبدالحميد من تأثير شقيقه الذي أصابه فيروس الفن فشحنته إلي انجلترا في سن12 سنة ليمكث هناك12 سنة وأوصت شقيقه وجيه سفيرمصر في فرنسا مراعاته.
عاش فى اواخر ايامه وحيدا بعمارة يعقوبيان ولم يتزوج
عمي وجيه تزوج علي كبر عام1952 من نعمت هانم كريمة علي باشا اسلام من بني سويف, وكانت قد حققت ذاتها في الأمومة من زوجها السابق وأنجبت منه ابنها الدكتور محمد اللوزي, لكنها لم تنجب نسلا لعمي وجيه, وكذلك لم ينجب عمي زكي لأنه لم يتزوج من الأصل, وبذلك آلت ثروتهما لأبي عبدالحميد وكانت أملاك الأسرة1800 فدان وصلت إلي800 فدان
عمي زكي ترك ثروة ضخمة لكنه لم يكن يحب أن يطلع أحدا علي مدي ثرائه.. والدي تزوج بعد اتمام دراسته في كمبردج بانجلترا وعودته عام1928 وانتقلنا معه للإسكندرية, وبعد وفاة عمي محرم عام1915 بيعت السراي وسكنت الأسرة فيللا بالزمالك عنوانها1 شارع الكامل محمد أيام ما كانت جزيرة الزمالك وسط النيل لم تعرف العمارات التي تفضح الخارج والداخل, وكان يراعي في تخطيط الفيلات أن مساحة كل منها600 مترمربع الثلث مباني والثلثين للحديقة..
عمي عزيز كان عنده شعور بالظلم. إنه ممثل عظيم لم يأخذ حقه لكن عبدالناصر وحده هو الذي قدره في أواخر الستينيات, طلب من الياوران الخاص أن يستدعي له زكي رستم, فقال له في التليفون: الريس عايز يشوفك.. منحه وسام الجمهورية... في الزمن الجميل كانت التقاليد أن يحترم الصغير الكبير ويسمع كلامه, والكبير يعطف علي الصغير.. الدنيا كان فيها كل واحد له كبير.. دلوقت ماحدش له كبير.. الكل بيقول براحتي.. تسد الشارع بعربتك وتقول براحتي.. ومن هنا تبدأ الفوضي.
وتظل مطاردة الصحافة سجالا مع زكي رستم من لا يزور ولا يزار.. في عام1968 يدوي بجواره رنين التليفون في شقته بعمارة يعقوبيان بعد أن مات كلبه الوولف ومرض خادمه المسن..
وتظل مطاردة الصحافة سجالا مع زكي رستم من لا يزور ولا يزار.. في عام1968 يدوي بجواره رنين التليفون في شقته بعمارة يعقوبيان بعد أن مات كلبه الوولف ومرض خادمه المسن..
فوق الأذن يضع السماعة فيسمع ثنيات الكلام وحطام الحروف فيثور:
عايزين مني إيه. أحاديث وصور وتعب قلب. عن السينما. سينما إيه. أنا من زمان بطلت كل حاجة. هي فين السينما اللي عايزين أتكلم عنها. شوية جهلة. مخرج كان بيشتغل صبي بيشيل البالطو للمخرج شاف له كام صاحب علي كام صاحبة وعمل مخرج. اتلم عل كام واد كومبارس علي كام واحدة عمل فيلم.. واحد ناقد اتكلم عني من غير ما أعرفه. يتكلم عني ليه. كل واحد يفشل في حياته دلوقت يشتغل صحفي أو ممثل,
وكل واحدة إما تشتغل ممثلة أو صحفية.. مش هي دي الحقيقة.. زكي رستم خلاص مش عاوز سينما ولا صحافة ولا حاجة أبدا. أنا كفاية علي إن مجلة لايف قالت عني سنة1919 إن زكي رستم أعظم ممثل في الشرق. أنا تاريخي معروف ومش ناقص صحافة. أنا ابن محمود بك رستم وحفيد محرم باشا رستم. السرايا بتاعتنا في الحلمية القديمة اتباعت بأربعين ألف جنيه أيام ما كان الجنيه جنيه.. مطلعين علي إني بارفض التعامل مع الحياة ومقاطع المجتمع.. أنا لا أنا معتزل ولا أنا مقاطع أنا بازور أصحابي وأصحابي بيزوروني يروحوا يشوفوا لهم واحدة في مايوه أو واحدة لابسة ميني جيب يعملوا معاه الحديث.. مالكم ومال زكي رستم .
ويلمس زكي رستم جرحه الحقيقي في قوله التالي ــ حجة بتوع السينما إن زكي رستم بقي عجوز خلاص يروحوا يشوفوا الشباب. يشوفوا لهم سهرة يسهروها. يشوفوا لهم ست يجروا وراها. عايزين تكتبوا عني ليه.. تصوروني ليه. ما تروحوا تشوفوا فيلم الفتوة بتاع سوق الخضار. شوفوا الأفلام بتاعتي وشوفوا إيراداتها واكتبوا عن النجاح اللي يستحق وطلعوا صور زي ما انتم عايزين.. لكن.. صور معايا لأ.. كلام معايا لأ.. واحد ما بيفهمشي حاجة ينقدني ليه. مابيقراش حاجة يكتب في إيه.. كان فاكر إني رايح أخاف منه فأقوم أعزمه مرة وأسهره مرة.. لأ.. لأ.. لأ.....
زكي رستم هنا عبر عن رأيه في الصحافة وقت أن كانت مهنة لها شيوخ وناس في مثل حجمه.. كان فيها مصطفي وعلي أمين وهيكل وإحسان وموسي وأنيس وبهاء وفكري أباظة.. من أربعين سنة قال ما قال, فماذا يقول ابن رستم لو شاف جرائد هذه الأيام.. ماذا سيقول؟!!
زكي رستم هنا عبر عن رأيه في الصحافة وقت أن كانت مهنة لها شيوخ وناس في مثل حجمه.. كان فيها مصطفي وعلي أمين وهيكل وإحسان وموسي وأنيس وبهاء وفكري أباظة.. من أربعين سنة قال ما قال, فماذا يقول ابن رستم لو شاف جرائد هذه الأيام.. ماذا سيقول؟!!
سليمان بك نجيب .. بدأ حياته الفنية والأدبية بكتاباته بمجلة "الكشكول" تحت عنوان "مذكرات عربجي"الملك فاروق منح سليمان نجيب لقب الباكوية.. بعد فيلم غزل البناتأوصى بكل ثروته لدار الأوبرا الملكية
الفنان سليمان نجيب.. الباشا.. البيك.. عرف بثقافته الواسعة وارتباطه صغيرا بأهل الفن والسياسة والمغني، نشأ جريئا صادقا، فصيح اللسان، ولد في 21 يوليو من عام 1892، والده كان أديبا مرموقا هو الأديب الكبير مصطفى نجيب، عنى بتربيته وتثقيفه، حرص على تعليمه في أرقى المدارس، صمم على أن يكمل تعليمه العالي، حصل على ليسانس الحقوق، بدأ حياته الفنية والأدبية بكتاباته بمجلة "الكشكول" تحت عنوان "مذكرات عربجي"، كان يكشف فيها متسلقي ثورة 1919.. لم تشبع هذه المقالات غروره وتحد من رغبته الجامحة في التعرف علي اساليب الحياة الفنية ودروبها.
اتجه للتمثيل في وقت كان من الصعب فيه على أبناء العائلات والطبقات الراقية المحافظة التي ينتمي إلى واحدة منها دخول عالم الفن أو التمثيل، حاربت أسرته موهبته كثيرا، حاولت إبعاده عن هذا المجال، دفعته للعمل بالسلك الدبلوماسي وعين بالفعل قنصلا بالسفارة المصرية باسطنبول، ثم عاد إلى القاهرة والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيرا فيها، شغل منصب سكرتير لمجلس الوزراء في آخر وزارة قبل الثورة (وزارة على باشا ماهر).
هو فنان كوميديا من طراز فريد، لم يصطنع المواقف أو يبتذل، لم يلجأ للإسقاطات، كان ابنا بارا بوالدته.. محبا لها مطيعا منفذا لرغباتها، دفن رغبته وعشقه للفن، واحتراما لرغبتها لم يعمل بالفن إلا بعد رحيلها، شارك فى أدوار مهمة مع نجوم الزمن الجميل، مع نعيمة عاكف ومحمد فوزي في فيلم "الآنسة ماما"، وفي عام 46 وقف أمام نجيب الريحاني وتحية كاريوكا وعزيز عثمان في رائعة السينما "لعبة الست" الذي يعد علامة فارقة في تاريخ السينما العربية.
وفي عام 49 وصل إلى قمة النضج الفني في عمل متكامل وهو فيلم "غزل البنات"، فقد أبدع في المشهد الذي جمعه مع الفنان نجيب الريحاني المدرس "الكحيان" والباشا والد التلميذة التي قامت بدورها قيثارة السينما العربية ليلى مراد، هذا المشهد المعبر الذي يعد من المشاهد الفنية الخالدة في عالم السينما المصرية.
وفي عام 38، عين رئيسا لدار الأوبرا الملكية، وبذلك يكون أول مصري يعين في هذا المنصب، حيث إن إدارة الأوبرا ورئاستها كانت مقتصرة على الموظفين الأجانب وبالتحديد الإنجليز، وقد شهدت الأوبرا في عهده تقدما وتألقا كبيرا، حيث أدارها بحكمة واقتدار.
رغم الرفاهية والفخامة التي عاشها، إلا أنه عزف عن الزواج تحسبا لأن يقف الزواج حجر عثرة في طريق الشهرة والمجد، وأن تثنيه الزوجة بمتطلباتها عن تحقيق حلمه، والغريب في الأمر أن سليمان كان دائما وأبدا يتنبأ بأنه لن يتخطي الستين من عمره إلا بقليل، وقد صدقت نبوءته إذ رحل سليمان نجيب عن دنيانا في 18 يناير من عام 1955 عن عمر ناهز 62 عاما، وذهبت كل ثروته إلى دار الأوبرا المصرية، عشقه الأول والأخير، وذلك بناء على وصية منه كتبها قبل وفاته.
Post a Comment