اعلان

أسماء محسن تكتب : الضحكة المفقودة ..قصة قصيرة للاطفال .









اعتدت منذ صغرى أن آخذا ابتسامات وضحكات من أمي، عندما تلاعبني وتطعمنى.. تسقيني عصير الموز باللبن المفضل عندى، أو تأخذني عند النوم في حضنها وتحكي لي حدوته قبل النوم، أو حكاية عن نفسها عندما كانت صغيرة مثلي،  نغني ونضحك طوال اليوم.

نعم نحن صديقان.. ذات يوم جاءت لتأخذني من الحضانه، حضنتني، لكن لم أر ابتساماتها وضحكاتها كعادتها، لم أعرف ما السبب.. حاولت أن أبتسم..

لم أعرف أو أصطنع ضحكة بصوت عال.. لم تخرج.. حكيت لها عن يومي في الحضانة ، قالت: ممتاز.. أحسنت يا بطلي.. كلمة "بطلي" تناديني بها دائمًا..

لكنها الآن ليست هي.. ظلت أمي أيامًا وأسابيع لا تبتسم..  رحت أبحث عن السبب.. أنا أيضًا لا أبتسم، وأصحابي في الحضانة سألوني عن السبب، قلت:
"لا أعرف.. أمي لا تضحك منذ فترة طويلة، وأنا لا آخذ الفرحة إلا منها".

 سألني صديقي: لماذا لا تجعلها أنت تبتسم وتضحك؟
سألت نفسي: لماذا لا أعطيها أنا ابتسامة؟! هي دائمًا ما تعطيني من سعادتها..
فكرت كثيرًا: أين أجد هذه الضحكات والابتسامات؟..
أجابني أرنوبي: نحن لا نعرف ما يضايق آبائنا وأمهاتنا، لكن نعرف ما الذي يسعدهم.. تعال معي.
وأخذني إلى مكان أخضر جميل وقال: هل تعرف أين نحن؟
هززت رأسي وقلت: لا..
ابتسم وقال: نحن داخل قلب أمك.. هذا المكان أخضر لأنه لا يوجد مكان يحبنا ويحمينا أكثر منه.. هل ترى هذه الغرفة المغلقة؟.. بداخلها كل الابتسامات والضحكات محبوسة، عليك بإخراجها.
 سألت: كيف؟
قال : فكر قليلاً لتصل إلى الحل.
مشيت داخل قلبها الأخضر.. رأيتني وأنا العب معها، وتناديني لغسل أسناني.. أرفض.
 وعندما أركب فوق الكرسي من وراءها لأطل من البلكونة أو الشباك، تصرخ..  كنت سأقع.. أشياء كثيرة أغضبت أمي مني، فكرت وقلت:
"أرنوبي.. لقد عرفت كيف أسعدها، لكن عليك مساعدتي".
ابتسم  أرنوب وقال: أنا معك..
جاءت أمي من عملها.. وجدت غرفة نومي مرتبة، وألعابي منظمة، وفرشاة أسناني في مكانها..
وجريت عليها أحضنها وأنا أبتسم واضحك.
وأخرجت كراسة رسمي من حقيبتي، وقلت: لقد حصلت علي جائزة أحسن رَسَّام في الحضانة، وتسلمت علبة ألوان، ويريدون رؤيتك..
كانت المفاجأة عندما كـَرَّمتها الحضانة، وسلمتها جائزة الأم المثالية، لترتسم لأول مرة من فترة بعيدة ابتسامة تنور وجه أمي.
جريت نحوها، فحملتني بين يديها وضحكت، ثم قالت:
"شكرا يابطلي.. "

وخرجَت كل الابتسامات والضحكات من الغرفة المغلقة، والتـَفـَّت حولنا أنا وأمي، ولم تتركنا بعدها ابدًا. 



ليست هناك تعليقات